الثلاثاء، مارس 23، 2010

There will be blood

تعلم مسبقا انك قد تخسر الكثير...الكثير جدا...لكنك تتقبل النزيف الدامي وتلعق جروحك مبتسما وتتقدم في ثقة مطلقة...تدرك جيدا انه ذلك الالم الذي يصحب المتعة ولا يتحققان فرادي...تلك هي القاعدة المحفوظة...لا الم مطلق ولا متعة خالصة...بل ان شعور مؤقت بنبل الالم أو ذنب المتعة قد يفسدان كل شيء...توقن بصدق تحسد عليه انها ضريبة الدم والاضحية التي تقدمها صاغرا لآلهة الانتصار...دائما هي الخسارة والمكسب وجهان لعملة واحدة...الاغبياء فقط هم من يظنون ان بامكانك ان تنتصر دون ان تبذل قطرة دماء واحدة او ان تنتهي الي الهزيمة دون ان تجرح عدوك لو اردت ذلك...تخسر شيء ليولد آخر جديد في حياتك وتكسب شيء ليختفي آخر اعتدت عليه دون ان تشعر به... لا احد يمتلك كل شيء...احتجت الي الكثير من الوقت لتتعلم ذلك...لا بد من تضحية ولا مفر من خسارة اجبارية...فقط هي عبقرية اختيار الخسارة المناسبة من بين التضحيات المتاحة والتي تنتهي بك الي اقل الاضرار واخفها وطأة...يحتاج ذلك الي الكثير من تفنيط الاولويات وتحديد وجهة القطار...كذلك لا معني لان تنبغ في الفروع بينما فشلت في تحقيق اساسياتك...تبدو كمن يفكر في بيع تلفازه ليشتري جهاز فيديو عالي الجودة...
تعاني احيانا من خذلان احد قطعك التي كنت تضع عليها آمالا عريضة أو سقوطها علي أرض المعركة مضرجة بالدماء...لكنك تتأقلم سريعا وتضع رهانك علي قطعة اخري ضمن بدائل كثيرة اعددتها لهذا الغرض دون غيره رافعا شعار (العبرة بالنهاية)...قد يري فيك خصمك الغباء المحكم أو البطء الغير مناسب وهو يواصل ضرباته الخفيفة المتتالية التي تفقدك توازنك للحظات آملا ان يلحقها باخري عنيفة تنهي كل شيء ...وانت لا زلت تتقدم بالبيدق قرب خط النهاية ويبدأ الامل في التسرب من عروق قواتك كما يتسرب الماء من صنبور تالف وهم شاهدو عصر علي خصمك وهو يحقق مكاسب مؤقتة...تماما كما قد تحزن عندما تري ناس جت بعدك في طابور الحياة وخدت وانتا لسه مخدتش (رجاء بلاش تعليقات سافلة)...تناحة منك فهلوة منهم متعرفش...لكنك تلملم قطعك سريعا وتخطب فيهم ان الخدعة الاخيرة للعدو قبل اقترابك من الوصول والانتصار هي ان يتنكر في صورة اليأس ...حيلة محكمة لانه يعرف جيدا انه لكي تهزم خصمك يكفيك ان تشعره انه لا طائل ولا مكسب من مهاجمته...هويدرك انه ليس في حد ذاته عدوك الاكبر بل هو خوفك الذي يقهرك...لكنك تواصل الاعداد الواثق حتي يصبح البيدق وزيرا وتحين اللحظة المناسبة للهجوم الخاطف المركز الذي ينهي المعركة بالهدف الذهبي ويترك خصمك يواجه مرارة الذهول والهزيمة...
قد تلجأ احيانا لانسحاب تكتيكي رائع يراه خصمك استسلاما وتراه انت تأمينا لخطوطك الخلفية من هجمة مباغتة قد تخلخل قواك...قد تعطيه الفرصة لقتل وزيرك وتبتسم في داخلك وانت تشاهد سذاجته حصريا وهو يعتقد انه اختياره وتعلم انت انه خدعة مناسبة لاستدراجه الي الفخ الذي اعددته له مسبقا وتسخر وانت تراه يتقدم اليه بغرور وثقة ذكر الديك الرومي...وينتهي بك الحال ان تري الكثير من فرسانك ملقاة في ساحة المعركة ارضا لكنك في النهاية فرضت اسلوبك في اللعب حتي رفعت الراية واعلنت انتصارك النهائي...
الجميع يمتلك نفس عدد القطع ونفس عدد اللعبات او ما يطلق عليه في الحياة (الزمن)...لكنها عبقرية التوقيت المثالي هي التي تتحكم وتصنع الفارق...فاكهة موز شهية غير ناضجة يؤدي التبكير او التأخير في تناولها الي فقدان طعمها الحقيقي...انه التخطيط يا عزيزي...وما حدث يوم الثلاثاء الماضي صباحا قد يكون المعركة الوحيدة التي اجدت التخطيط لها وانتصرت فيها انتصارا ساحقا منذ امد بعيد يكفيك فخرا انك لا تذكربدايته...فهنيئا لك الندبات المقدسة والجروح الكريمة...وهنيئا لك نبيذ النصر ونبل الانتصار

ليست هناك تعليقات: