فقط باك أو بوم ... تضغط الزناد وأنت تعلم أن خزانة المسدس قد تكون خاوية وقد تحتوي علي الرصاصة الوحيدة...
لا حلول وسط هنالك...
لا تعبأ كثيرا برد الفعل ولا تحاول توقعه وقد إنتهي بك التفكير إلي أن تتجه للحل الجذري وتلعب الروليت مرتين في يوم واحد ...
تدرك جيدا أن تناسي صاحب حقيقي عاشرته لسنوات وتدمن تفاصيله ليس بالأمر الذي تتأقلم معه وتنهمك في طقوس حياتك العادية بسهولة وكذلك الحال بالنسبة لأي محاولة لتمهيد وتسوية طريق مناسب يصلح للرجوع والتسامح...والأصعب من كلاهما أن تتردد أيهما تسلك...
ضغطة زناد تنهي كل إلتباسات و دوائر الحيرة والتأرجح بين رأيين متناقضين يتصارعان في رأسك وتطوي صفحة قديمة لتبدأ أخري جديدة أو تغلق الكتاب تماما...
ستمنحه دعوة صادقة للعودة وإزالة كل أسباب سوء التفاهم وتدعه ليقرر...الآخر قد يتقبل عرضك أو قد يخذلك ويتركك لتتعايش مع إحراج كفيل بذهابك لأقرب حمام سباحة جفت مياهه وتسلق المنط للقفز...لا إحتمال ثالث...
رصاصة واحدة تضع حدا لكل هذا العبث...أنت تعلم إنك إستنفذت كل إختياراتك قبل أن تصل لهنا وتحتم عليك أن تعتمد علي القدر والحظ وحدهما... ليست هناك مساحات في المنتصف تشبع كرامة أحدكما أو كبرياء الآخر...
وفقا لقانون الإحتمالات فإن محاولتين منفصلتين (مع شخصين مختلفين قررت أن تمارس معهما اللعبة وتجرب مد الجسور المقطوعة معهما منذ زمن) ينتهيان بك لأربع مناطق مختلفة... أفضلهما أن توهَب الحياة مرتين والأسوأ أن تنتحر لمرتين آيضا ... وإحتمالين آخرين محايدين لا يمنحاك نشوة الإنتصار وفي نفس الوقت يجنباك الحد الأقصي من الشعور بالهزيمة والإرتطام بالقاع...
مقامرة لن تخسر منها الكثير بقدر ما سترسم حد زمني فاصل وتكتب نهايات أو بدايات أكثر وضوحا وصراحة عن الصمت الذي إختاره كليهما...تستطيع أن تبدأ بعدها بقلب أكثر صفاءا يخلو من بقايا أي علاقات قديمة...
تفكر قليلا قبل أن تواجه الموقف بشجاعة وعدم إكتراث بالنتائج... وتضغط الزناد ....
------------------------------------------------------------
*العنوان والفكرة مستوحيان من تدوينة لنرمين نزار
الروليت الروسي (ويكيبيديا) هي لعبة حظ مميتة نشأت في روسيا. يقوم الشخص الذي يود القيام بها بوضع رصاصة واحدة في المسدس، ثم يقوم بتدوير الإسطوانة التي يمكن أن تحمل ست رصاصات عدة مرات بحيث لا يعرف ما إذا كانت الرصاصة ستطلق أم لا، ومن ثم يوجه المسدس نحو رأسه ويسحب الزند. فإذا وضع رصاصة واحدة فإن احتمال موته هو 1 من 6، أي 16.667 %. تستخدم اللعبة لعدة أسباب، منها الانتحار أو إثبات الشجاعة. نشأت اللعبة في روسيا عندما لعبها الجنود الروس لإثارة بعضهم البعض.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق