ترتشف قهوتك الصباحية علي مهل وترتجف من البرد وأنت تستمتع بدفء ملمس الفنجان وبرائحة الندي في الجو وببخار الماء المتصاعد من شفتيك كلما تنفست...
علي إرتفاع مماثل من أحداث العام تقف لتشاهد خيوط خفيفة من الدخان تتصاعد من رماد مبلل خلفته الحرائق التي إندلعت بحياتك وتم إطفائها بمعاناة ... لا تلقي بالا وأنت تغلق عينيك وتأخذ رشفة أخري من الفنجان...كان ذلك لازما علي كل حال وأكسبك الكثير من الخبرة الضرورية...
لا تدري إن كان ما تمر به هو هدوء ما بعد العاصفة أو هدوء ما قبلها ... لم يعد يهمك هذا الأمر كثيرا ولم تعد صفعات القدر تثير مخاوفك بالقدر الذي كانت تفعله في الماضي القريب...
تستنشق نفس عميق وتتسلي بمراقبة ضوء الشمس الشتوي الناعم يتسلل من خلف السحاب ... أنت مدعو لإقتحام الحياة بعد دهر طويل أفنيته في طرقات خفيفة علي أبوابها...
حتي لو كانت الدنيا تصنع مساراتها بنفسها وتجرفك تياراتها أحيانا للسير في إتجاه معين ففي كل أو معظم الأحوال أنت من يمتلك رد الفعل وفرصة صناعك تاريخك الخاص...
تشعر كمهاجر عائد من رحلة طويلة ويحمل حقيبة مليئة بالتجارب...تهبط طائرته لينهي الإجراءات الروتينية التقليدية ويدلف إلي ساحة الإنتظار بشغف... يمر بعينيه علي الوجوه المصطفة أمامه ليفاجيء بالكثير من الأحبة والأصدقاء الحقيقيين الذين طال إنتظارهم ... الكثير من الرفاق (من تلك النوعية التي تطلق عليها مستريحا: عِشرة عُمر) الذين أبعده عنهم إشكاليات سوء التفاهم ساهم الوقت في تناسيها والعبور من فوقها ... الكثير من الأمل بعودة الونس والليالي القديمة وبأيام جديدة أكثر تصادقا معه في عامه الجديد...
وكان ذلك في نهاية العام ألفين وحداش...
----------------------------------------------------------
http://www.youtube.com/watch?v=eZBCGVAkZLI
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق