الأربعاء، ديسمبر 16، 2009

خمسة وعشرون وجه للتشابه بيني وبين الدراويش


عندما يسألني احدهم في محاولة للتعارف وكسر الحواجز عما اذا كنت اتبع مفتي الديار الاهلاوية سماحة السيد بوفتيكة (بوتريكة سابقا) ام انتمي لزمالكوية المهجر المضطهدين واجيبه باني اسماعيلاوي (الدين الجديد) ينظر لي كمن يري طائر بطريق جاي طازة من القطب الشمالي...ويندهش من اختياري كأني اخبره بأن ممثلتي المفضلة هي نادية الجوندي (نجمة الجماهير) أو ان مرشحي الاصلح لرئاسة الجمهورية هو الحاج احمد الصباحي(ايوه بتاع الطرابيش)...في العادة شخص مثلي اعتاد الاختلاف لا يبالي تلك الدهشة ولا يبحث عن مبررات تحل له الخروج عن السرب او الانشقاق عن القطيع...لكن للتاريخ وللذكري المنيلة هناك بالفعل الكثير من المشتركات التي تجمعني بالدراويش منها علي سبيل المثال:


  • كلانا يعاني من تغيير معتاد واحلال وتجديد موسمي في ابطال سيناريو الحياة...نعتاد علي وجودهم بجانبنا حتي نحبهم من كثرة العشرة والتعود ثم لا يلبثوا ان تتغير طبيعتهم تدريجيا مع الوقت ثم يختفوا (غالبا بيروحوا الاهلي) وتختلط دموع وداع اصدقاء قدامي بابتسامة استقبال اخرون جدد نعرف انهم لم يمكثوا طويلا وسرعان ما ستغادر سفنهم مرافئنا من جديد الي شواطيء اخري ابعد وازهي...كلانا محطات... لا يتبقي فيها الا نوعية محمد محسن ابو جريشة...حاجة زي ضرس العقل كده...عايش معاك طول عمرك لكن مش هتفرق كتير لو شلته...وبالعكس يمكن تتبرع له بتذكرة القطر عشان يسيب المحطة ويحل عن سماك...
  • اللون الاصفر في الملابس...قدم الخير اللون الاصفر قدم الخير...
  • كلانا يقترب بشدة من تحقيق احلامه...ويكاد يلمسها لكنه لا يصل اليها ابدا... كثيرا ما يصل للنهائي او حتي للمطش الفاصل لكنه يسقط قبل خط النهاية بسمك شعرة...وفي هذا قمة ال(....)...ضع مكان النقط ما يحلو لك من الكائنات الزلالية.
  • الظلم التحكيمي...قد تتقبل الخسارة وتتحملها لو كانت بيدك...لكن ان يتدخل البعض عمدا لافشال مخططاتك و اضاعة مجهودك فتذوق طعم الظلم هو اسوأ ما قد يشعر به كائن حي متعدد الخلايا...
  • البحر...الاسماعيلية مدينة ساحلية وانا كائن بحري بطبيعتي...
  • كلانا واقع في المنطقة التي هي في المنتصف...فلا هو يري ثمار عمله من بطولات وانجازات...ولا هو مكبر دماغه وراضي بمركزه المتأخر و مريح نفسه من عناء التفكير والاجهاد...كلانا يعمل بلا نتيجة ملموسة...كلانا طواحين بلا قمح
  • اضاعة الفرص السهلة وافتقاد اللمسة الاخيرة...لن انسي مباراة اتحاد الشرطة وانفرادات عمر جمال بالمرمي البوليسي وكانت تضيع علي التوالي نتيجة للثقة الزائدة او اللامبالاة حتي زهقت الكرة نفسها وانتهي المطش بهدف للشرطة في الدقيقة الاخبرة ومن هجمة وحيدة لهم...وهي الحياة ايه غير شوية فرص فوق بعضها...يا تستغلها في ساعتها يا تضيع للابد...او كما يقول الكينج...لو راحت مبترجعشي دي شقية وليها دلالها...اه اه دي الفرصة
  • لعنة الاصابات في الاوقات الحرجة...كالعادة تأتي الضربة مباغتة وسريعة في توقيت سيء...سيل من الضربات الخفيفة تفقدك التوازن ثم ضربة واحدة قوية ومفاجئة تنهي كل شيء في احتراف بارع...اصابة عمر جمال قبل اللقاء الفاصل واخري لعبد الله السعيد في بداية الدوري...ومرض مفاجيء يمنعني مرة من مشاركتي الاولي مع فريق نادي الشمس للكونغ فو في بطولة الجمهورية (ده بجد علي فكرة) ومرة من التمثيل المشرف في اختبارات اخر الترم في الكلية...و صدقني لا شيء يعلم الصبر والحكمة قدر المرض والاصابة
  • الابتعاد عن الاضواء...قلما تجد للاسماعيلي مباراة مذاعة مباشرة او مانشيتا رئيسيا في جريدة ما...كذلك تجدني دائما في الصف الخلفي في معظم الصور الجماعية...لا احب الظهور المكثف مع من لا اعرفهم جيدا حتي لا اكون زي اللي بيعمل باي باي للكاميرا وهوا واقف ورا المذيعة وتلاقي حد شده من قفاه عشان يطلع من الكادر...الفارق انه مع الاسماعيلي غصب عنه ومعايا انا برغبتي...
  • البساطة والتلقائية...عندما اشاهد مباراة للدراويش بحس انهم فصل تالتة رابع مزوغين من المدرسة وطالعين يلعبوا كورة في الجنينة...بل لن اندهش لو رأيت عمر جمال ومحمد حمص يخرجون ساندوتشات الحلاوة والبيض بالبسطرمة في الاستراحة بين الشوطين...علي العكس حين اشاهد احد مباريات النادي الاهلي اشعر ان لاعبيه هاربون من فيلم تلتميت اسبرطي
  • كلانا يري الزمن عدو اكثر منه صديق...ان يسرقك الزمن حتي تضطر لختم مشوارك وفي جيبك بطولة او بطولتين علي اكثر تقدير وهو رقم ضئيل قياسا لمنافسيك في السباق...تعلم جيدا ان التاريخ ليس في صالحك وان عليك ان تسرع من خطاك حتي تتدارك اخطاء الماضي وتلعن كل الارقام والحسابات التي وضعتك في هذا الموقف
  • التشتت...ان تشارك في كل البطولات حتي التافهة منها (دوري ابطال العرب) حتي ينتهي بك الحال وقد جمعت عدة اصفار بدلا من صفر واحد علي رأي عمنا جمال اسماعيل
  • متعة الاختلاف...ان يقيدك البعض في اسطمبات محفوظة للحياة (اهلي وزمالك) لا تحيد عنها...ثم تجبره بتميزك ان يدرك ان للحياة طرق اخري كلها صحيحة او تحتمل الصواب...قد يتجاهلوك او يستخفوا بك ويقللوا من شأنك...لكنك تنتصر في النهاية
  • كلانا زهرة صبار علي قمة الجبل...تتحدي الظروف الصعبة والامكانيات الضئيلة لتثبت وجودها في وجه الشمس
  • التكبر عن الصغائر...لديك اختيارين لا ثالث لهما في الحياة...اما ان تتوقف لتلوم الدنيا وتقنع نفسك انك ضحية لعبة دنيئة ومؤامرة خسيسة حاكتها لك الظروف...واما ان تتجاهل كل هذا وتدرك انه لن يفعل شيئا الا مزيدا من اهدار قوتك وتواصل اتجاهك نحو هدفك...حتي في عز الظلم اللي الاسماعيلي بيتظلمه عمري ما شفت مسئول او لاعب طلع يشتم في التحكيم او اتحاد الكوسة...
  • كارت شحن النحس المدفوع مقدما...عندما تفعل كل شيء في الحياة لكن تنتهي امالك عند عارضة الحظ السيء وتبدأ تشك نوعا بعدالة الدنيا
  • كلانا يضع الفن والامتاع واللعب الجمالي فوق النتيجة...ويؤازر قلبه في حربه الاهلية المزمنة مع العقل
  • المحاولات الكثيرة والتمريرات المتكررة في منطقة واحدة صغيرة من الملعب...وقد تنتهي بالفشل بسبب الاصرار علي تلك المساحة الصغيرة وسايبين بقية الشقة فاضية
  • كلانا غير متوقع...قد تنتظر مني هزيمة مخجلة فافاجئك بانتصار باهر...وقد تراني انهزم بالخمسة امام فريق بترول اسيوط
  • الانتي اهلاوية...ليس الاهلي كنادي...ولكن ضد اي احتكار حتي لو احتكار اللاعبين المميزين وتقشيط اي نادي اخر من لعيبته الصاعدين ولزقهم بأوهو عالدكة حتي يصابوا بقرحة فراش...ضد تحيز الاعلام ورأس المال والتحكيم واتحاد الكورة والامكانيات لصالح نادي واحد
  • ان تري كل فترة من يشجعك ويقف بجانبك لا من منطلق الحب لكن لانه فشل في فعل نفس الشيء مرات حتي امتلكه اليأس...ما تفرقش كتير عن تشجيع الزمالك للدراويش في اي مطش هيفرس فيه الاهلي...حتي لو ضد الزمالك نفسه
  • كلانا يبحث عن اي سبب ولو تافه للفرحة...يتسولها كمن يبحث عن قطعة سكر(من بتوع الجمعية بتوع زمان) لتحلية كوب شاي مر...ويقفش في الفرحة دي لما تجيله ويتشعبط فيها حتي لو في فوز غير مؤثر في بطولة غير مؤثرة
  • احنا الاتنين لما ييجي فينا جون بنقع في حفرة جوه نفسنا ومنعرفش نطلع منها الا نادرا وبعد وقت طويل ومبنلحقش نعوض...ونيجي نهاجم عشان نتعادل نلاقي الحياة واقفة بتكتل دفاعي وبتلعب عالهجمة المرتدة
  • جاذبية الرجل الثاني... هي نقطة ذكرها عمر طاهر في مقال له عن الزمالك وتتطابق مع الاسماعيلي...كلانا يدمن دور الرجل الثاني لدرجة العبط...نجومية ومحبة نجوم الصف التاني من السنيدة في القلوب زي المليجي وتوفيق الدقن وزينات صدقي تفوق من لعبوا ادوار سنيدة لهم من نجوم الصف الاول زي كمال الشناوي وعمر الحريري...تخيل كده انك بتشجع زينات صدقي الكرة المصرية...يا قلبي يا كتاكت
***ملحوظة اخيرة: انا ضحكت عليكو وكتبت اربعة وعشرين نقطة بس

ليست هناك تعليقات: