الثلاثاء، مايو 25، 2010

عن الطفل البريء ابو مريلة خضرا اللي نط من سور الحضانة الذي تحول مع الزمن لذلك الشاب العجوز المتكدر من الشغل لان مديره بيتعامل بأباحة مفرطة

أو كان الصبي الصغير أنا ؟
أن ترى كان غيري ؟
أحدق
لكن تلك الملامح ذات العذوبة
لا تنتمي الآن لي
و العيون التي تترقرق بالطيبة
الآن لا تنتمي لي
صرتُ عني غريباً
ولم يتبق من السنوات الغربية
الا صدى اسمي
وأسماء من أتذكرهم -فجأة-
بين أعمدة النعي
أولئك الغامضون : رفاق صباي
يقبلون من الصمت وجها فوجها فيجتمع الشمل كل صباح
لكي نأتنس.
...
(أمل دنقل- من قصيدة الجنوبي)
*********
رغم مرور فترة لا بأس بها علي خروجه المبارك من مستنقع التعليم الا انه - ولدهشته - وجد نفسه يشعر بالكثير من الانقباض والكآبة في تلك الليلة...غدا يبدأ عام دراسي آخر معلنا مقتل موسم صيفي قصير لم يكد يستمتع ببدايته حتي اصطدم بواقع انه قد انتهي اكلينيكيا بحلول شهر رمضان ليجبره علي مقارنة غير عادلة بين اختيار اما خسارة دينه أو خسارة الصيف بكل ما يحمل من مغريات....
لا اراديا تسلل الي صفحة مدرسته القديمة علي الانترنت و حاول البحث عن أية أسماء مألوفة بالنسبة له...وجد الكثير من الأسماء التي لا يتذكرها فلعن الذاكرة التي تخذله احيانا كثيرة ووجد الكثير من الأسماء التي حاول نسيانها فلعن الذاكرة التي لم تعد تخذله أحيانا أكثر...اندهش كثيرا حين رأي صورة زميله الذي تقاسم معه الطعام وقد تحول الي رابطة عنق وبذلة رمادية فخمة وذقن كبيرة لا يكاد يري وجهه منها...وتلك المحجية التي تضع اطنانا من مساحيق التجميل و تحمل رضيعا يشبهها لم يتقبل عقله انها جارته سلمي التي رافقته طويلا في رحلة عودته من المدرسة للمنزل...
سخر في داخله طويلا من عبث الزمن وفروق التوقيت وامتعض لشعور مباغت بالكبر يشعر بمثله كلما مر بسيارته من أمام مدرسته القديمة وخبطات الطلبة الراكضين علي السيارة وهم يعبرون الطريق في اتجاه الكشك الذي لم يزل محتفظا بوجوده واناقته في الجانب الآخر...
قالها كيانو ريفز في فيلم ماتريكس:
Somethings never change...Somethings do!
هناك الكثير من الاشياء التي ذهبت الي الابد وعليه ان يتعود علي ذلك بما فيه من قسوة ومن راحة...وهناك الكثير من العلامات الابدية المنقوشة علي جدران روحه والتي لم ولن تنجح امواج الزمان في تشويهها أو اخفاء ملامحها وان اراد...قد تطفيء بريقها لفترة لكنها لا تلبث ان تعود لتضرب بقوة...مفاتيح وبصمات نفسه الحقيقية بأحزانها وافراحها وذكرياتها ومخاوفها التي لا تنمحي...
************************

يا نفس...أنت تسيرين نحو الأبديه مسرعه, وهذا الجسد يخطو نحو الفناء ببطء, فلا أنت تتمهلين ولا هو يسرع, وهذا يا نفس منتهى التعاسه.
انت ترتفعين نحو العلو بجاذب السماء, وهذا الجسد يسقط إلى تحت بجاذبية الأرض, فلا أنت تعزينه ولا هو يهنئك, وهذه هي البغضاء.
أنت يا نفس غنيّه بحكمتك, وهذا الجسد فقير بسليقته, فلا انت تتساهلين ولا هو يتبع,وهذا هو أقصى الشقاء.
أنت تذهبين في سكينة الليل نحو الحبيب وتتمتعين منه بضمّة وعناق, وهذا الجسد يبقى أبداً قتيل الشوق والتفريق.
(جبران خليل جبران - رحماك يا نفس)

*************************
لا يزال يذكر ذلك الطفل البريء الذي تسلل ليلا ليثبت لوالده ان الكوريكتور المستخدم في تبييض ومسح آثار القلم الجاف يصلح آيضا كدهان لاثاث وحوائط المنزل...ليصحو الجميع صباحا علي طفل منهك نائم بجوار صندوق فارغ من علب الكوريكتور وصالة اكتست حوائطها وأثاثها باللون الابيض...ذلك الطفل الذي استغل غياب الجميع ليقضي نهارا كاملا ينفخ البالونات ويضعها في أواني الطهي ويغطيها ثم لايلبث ان يكتشف انها لا زالت بالونة ولم تتحول الي يمامة ليثقبها وينفخ اخري...ثم استغله مرة أخري ليطبق وصفة نيللي في اوبريت اللعبة (سكر مرشوش في طبق منقوش العبوا مع بعض ما تتخانقوش ) ليأتي بسكر ثم طبق منقوش قبل ان يحتار طويلا في تفسير كلمة (مرشوش) قبل ان يهديه خياله لاستعمال علبة رش المبيد علي السكر وتناوله كتطبيق مثالي للاغنية اودي به الي المرض وملازمة الفراش لعدة أيام...يدرك جيدا ان هذا الطفل لم يعد له وجود وان براءته تتلقي يوميا عدة طعنات وضربات متتالية حتي وان اطلقوا علي تلك الطعنات اسم (الخبرة) وحتي وان كانت تلك الخبرة احيانا مثل شبكة العنكبوت التي تلتقط كل ما هو عابر دون تمييز أو فلترة لتعيش في ظلاله لفترة الي ان يعبر الشبكة ما هو جديد...

لا يزال يذكر أماكنه المفضلة من بيت جدته في السيدة زينب...حيث مشوار يوم الخميس الدائم الذي يبدأ بمجلة ميكي وزيارة لدار المعارف وسور الازبكية مع والده ثم رائحة بيت الجدة الذي يميزه بما فيه من خليط روائح موقد الكيروسين والبخور والحوائط القديمة...أصوات مختلطة من البط الذي كانت تحتفظ به في المنور الي الصوت الرتيب لمكنة الخياطة وصوت لهوه مع اولاد وبنات خالاته في مدخل البيت...الحديقة الدولية امام منزله حيث البدالات المائية والسيارات المتصادمة ورحلة يوم الجمعة بصحبة اولاد عمه وآيس كريم شيكو من هناك اللي عمره مافلتت منه وماكسبش فيه...نادي الشمس وتدريبات السباحة والكونغ فو والتنس وحلم والده الضائع بان يصبح ابنه بطل رياضي عالمي...يعلم جيدا انه لو قام بزيارة بيت جدته الآن فربما يجد -ان كان لايزال حيا- عم شفيق بائع الحلوي وشيكولاتة كورونا الذي كان يهاب طوله وهو صغير يسارع الي مسح زجاج سيارته والدعاء له مذيلا بكلمة (يا بيه) دون أن يتذكره بالطبع...سيجد منزلا مهجورا يشكو الوحدة والصمت والاتربة التي تدفن كل من الاثاث والموقد وماكنة الخياطة وصور طفولتهم المنتشرة علي جدران المنزل منذ وفاة صاحبته منذ أمد...لا حاجة بالطبع لان يذكر أن الحديقة الدولية ونادي الشمس قد أصبحا بالنسبة له أماكن ترتادها الطبقات الشعبية ولا داعي للاقتراب منها...تغير ذلك المثلث المحدود الذي كان يراه شاسعا ثم مر الزمن ليكتشف ان الشعور بحجم المكان نسبي هو الآخر...تغير ليشمل الكثير من الاماكن التي كان يعتبرها خلفية او ديسكتوب للحياة يراها ولا يتفاعل معها صغيرا...

يذكر نظرته للبنات ككائنات أسطورية يفضل تجنبها طوال فترة الطفولة...وتغير تلك النظرة الي كائنات مشتهاة مع طور المراهقة وظهور آثار الشنب الخفيف وحبوب الوجه وهضبة الشعر العالية...واخيرا بدء عملية التطبيع وتعميق العلاقات العاطفية مع بداية الفترة الجامعية...وان قيده وجوده في كلية عملية كالهندسة (المحمية الطبيبعية للذكور) من احتكاكه بهن في كلية لا تعترف رسميا بنظام الكابلز...ده ان وجد بنات أساسا...

يذكر صخب صباحاته ما بين الراديو (حلاوة شمسنا ) وبين التلفزيون (كرتون صباح الخير يا مصر) وبرنامج( كلمتين وبس) لعمو فؤاد الذي كان يسمعه في سيارة والده ليدرك انه قد تأخر و ينتظره صباح قاسي في طابور المتأخرين بمدرسته...ثم العودة للمنزل في الثالثة ومائدة الغذاء التي يلتف حولها الجميع...يعلم تماما ان تلك التفاصيل قد رحلت كما رحل الكثير من اهل البيت لتستبدل بصباحات صامتة يعد فيها القهوة لنفسه قبل أن يصحو الجميع ليلحق بعمله ويعود متأخرا ليجد غذاؤه جاهزا بعد ان تحول المنزل مع الزمن وتغير نمط الحياة الي جزر منعزلة...

لا ينسي فرحته برائحة وملمس الكتب الجديدة من ملف المستقبل واجاثا كريستي والمغامرون الخمسة ومكتبة الاسرة...والمشوار المحبب لبائع الجرائد لشراء ميكي وماجد وعلاء الدين...اختفت تلك الاندهاشات البدائية وحلت محلها رتابة وارستقراطية المهندس الذي يتوقف بسيارته ليبتاع الدستور والمصري اليوم كلما اراد تسلية نفسه وقت عشاؤه...

لا يزال يذكر ألعابه المفضلة من اتاري وتطوراته الطبيعي من سيجا وننتندو والعاب الشارع من سباق العجل وتسلق أشجار التوت وكرة القدم (كانوا دايما بيوقفوه جون مع انه صاحب الكورة) والسبع طوبات ومصر سوريا...ومسابقات الشمعدان والبومات الاستيكرز...والعاب المنزل من بنك الحظ
وسلسلة (بس) وكلودو اللي كان بيلعبهم مع ولاد عمه في شقة عمته...تغير كل هذا واصبح ترفيهه يقتصر علي الموسيقي والتصفح الالكتروني والبلاي ستيشن احيانا...

لم يعد العالم ينقسم بالنسبة له الي (كبار وصغيرين)...أصبح الموضوع أعقد من ذلك كثيرا مع تدخل الكثير من التقسيمات المصطنعة المبنية علي اختلاف الجنس والديانة والمذهب والاتجاه السياسي والمركز الوظيفي والاجتماعي والمالي...وان ظل لا يؤمن كثيرا ان الثقافة تفرق بين الناس ولا توحدهم تحت راية موحدة وان اختلفت اللغة أو الطريق...

لم تعد الحياة شريط قطار يجنبك مخاطر وقلق وندم وحيرة الاختيار...ازداد تغيرها مع الزمن لتصبح أشبه ببحر مترامي الاطراف يحاول ان يسكتشف وجهة مركبه الصغير فيه...

لا ينسي مصروفه المحدود ومحاولاته الفاشلة لادخار مبلغ صغير يبتاع به لعبة اعجبته في فترة المد النينجاوي (مشتقة من سلاحف النينجا) او شريط جديد لمطرب يحبه...يذكر ذلك المبلغ الصغير ويتعجب انه قد يمتلك الآن أضعافه ولا يشعر له بأي قيمة ...
يذكر كائناته المعادية في فترة المدرسة التي لم ترحب يوما ان يجلس بجانيها (المكان اللي جمبي محجوز) و تلك التي اعتاد التشاجر معها لاسباب تافهة...يراها الان وقد تحولت مع الزمن الي شخصيات زلالية تواجهه في حياته الشخصية والعملية وان اختلف أسلوب تعامله معها من المواجهة المباشرة الي التجنب المتبادل....

يقولون ان (الموت يمضي فينا كلما مضينا نحن في الحياة)*...

لكنه يكاد يجزم ان ذلك الشاب البائس الذي يعاني الآمرين من مديره ويحاول بشتي الطرق الهروب من عمله الحالي يحمل شيئا ما في داخله من ذلك الطفل الخائف الذي جلس ليبكي بجوار حائط الحضانة فزعا من مديرة المكان ثم استقر به الامر ان يقفز مع حقيبته وزمزيته الصغيرة خارج السور ويعود ركضا الي المنزل وينتظر بقلق وترقب عودة اهله علي السلم...

***********************
أنت طفل لمرة واحدة في حياتك بعدها عليك ان تبحث عن اعذار جديدة...عمر طاهر
--------------------------------------------------
*الجملة من مقالة للمبدع شادي زلط

الخميس، مايو 20، 2010

الأرض زهرية فاضية


مْا تِفّتِكْرْشّ إِنِّى بَتْعَبْ لَمَّا بِتْسَافِر... أَنْا بَسّ بَنْسَاك.. وأعَافِّر ... وأعَافِّر ف الدُنْيّا مِنْ غِير أَخّ... مَا تِفْتِكِرْشّ إِنّى شَّاعِر ...إِنْتَ مُشّ فَاهِم!!!... أَصْل الغُنْا زَهْرَة... فِى كُل المَوَاسِم... يَا خْسَارَة... مَا بْتِطْلَعْشّ... مَا تِفْتِكِرْش إِنّى نَعْشّ... أَو كُبايَات فَاضّيَة... أَنا كُبَّايَات عَصِّير قَصَب مَلْيَانَة ع الآخِر ...والخَّلْق مَا بْتِشّرَبْش ...مَا تِفْتِكِرْشّ إنِّى تَاجِر نُورْ ...و رُلْمَان بِلّى ...مُصَفّحَات مِن عُيُون النَاس بْتِتْفَجَّر... و إِنْتَ العُيُون والبِضَاعَة ...وزِيطِة المَتْجَر ...والأَرْض بنْشَّارِة خَشَّبْ مَفْرُوشَة تِتّدَارَى دَمّي الشَّجِى مَا يبَانْش... و إنْ كُنْت فَاكِر يا نِنِّى عِينِى إِنّى بَتْعَب لَمَّا بِتْسَافِر... كُلّ الحَمْام هَاجِر ...كُلَ النَسَايِم خَنَاجِر... كُلَ العُيًون طَالْعَة فِ الصُورَة ولا بِتِلْمَعْشّ... فَكَّرْتِنْى بَالّذْى مِن مَطْرَحُه إتّاخِر عَشّان يِقَعَّدْنِى... أَكْتِب شِّعْر وأَذَاكِر... فَكَّرْتِنِى بِالمَبَاخِر... بِالجَمْر تَحّتْ بِحُور مِن عِشّقْ شَمْس بْنُوت بِتِتّبَخّر... أَنْا مِشّ بَحِبَّك بَسّ بَتْبَخَّر... و أَقْدَر أَعِيِشّ أَقْدَر... لمَّا تَاخُدْنِى المَرَاكِب و إنْتَ مُشّ رَاكِب ...و أَخَبِّى تَحْت المَرَاتِب قَلْبِى حُقّ بخور ...مَتْشِدّنِيْش مِن شَعْرْى يَا عَصْفُور... أَنْا مِش هَطِير ...و الحَبِيب مِن كُلَ نُور غَايِب ...الأَرْض زُهّرِيّة فَاضْيَة واللّبَن رَايِب... واللِّيل مِعَبّى فِ زَكَايِب فِ انْتِظَار النُور
----------------------------------------------------------------------------
*قصيدة للرائع ابن
الاروع بهاء جاهين

الاثنين، مايو 10، 2010

حنين


أرتقب الآتي ولا يأتي...تبددت زنابق الوقت...عشرون عاما وانا احترف الحزن والانتظار...
آتاه صوت فيروز هادئا حزينا من هاتفه ينبيء عن متطفل آخر يصر علي ازعاج خلوته ولحظاته القليلة التي يسرقها للانفراد بنفسه...لعين هذا الاختراع بعدما حول الانسان الي كائن محاصر تحت الطلب في اي وقت واي مكان حتي في أشد لحظات حياته خصوصية...يتفهم الآن وبعمق مقولة سارتر بأن الآخرون هم الجحيم ويتمني لو يتركونه يمارس عزلته بعيدا عن منغصات العمل ومشاكل الحياة المعتادة...يترك مقعده في الشرفة وصور الطفولة التي كان يطالعها بحنين بالغ ويتجه ببرود الي مكتبه حيث يرقد الهاتف...الشاشة تضيء برقم غريب غير مألوف استرعي انتباهه...
فجأة..ودون اي مقدمات..شعر بحفيف روحها يتسلل الي المكان خلسة...ويداعب قلبه الذي يشتاق اليها بقسوة مفرطة...تمني لو كانت هي...تمني لو كان اي من رفاق رحلته الحياتية الغابرة الذين رحلوا في صمت وغادرت سفنهم مرافئه الحزينة بعدما ارتاح وأنس لوجودهم فيها وتركوا علاماتهم الأبدية المشوبة بطعم الحنين ورائحة الأيام القديمة...كم يعشق الارقام الغريبة..والرسائل المجهولة المصدر...ونغمات هاتفه بعد منتصف الليل التي تعد بونيس ليلي حميم وسهرة أخري دافئة...يراهم فرص متنكرة لعودة الغائبين او لولوج وجه جديد لحياته الي تحتاج أشد ما تحتاج الي التغيير وتجديد الدماء...معادلة منطقية للغاية لكائن مثله يتغذي علي العلاقات الحميمية المتبادلة ولحظات النشوة المشتركة..
يتردد كثيرا قبل ان يضغط زر الاجابة خشية ان تكون هناك طواريء في العمل تستوجب وجوده...كثيرا لدرجة ان الهاتف قد اتخذ قراره الحاسم بالصمت عقابا لهذا التردد...كثيرا لدرجة ان فيروز اوشكت ان تنتهي من وصلتها الغنائية قبل ان يخرسها المتصل وينهي الاتصال الضائع...وان ميسد كول...
يعد لنفسه قليلا من النسكافيه الساخن ويتأمل وجهه في المرآة...يحاول تخيل سيناريوهات ناجحة للمكالمة...سيلومها في البداية علي الغياب الطويل...علي النهاية المبتورة لعلاقتهما...كلا...سيخبرها انه حاول ان ينساها يالكثيرات لكنه ولكنهن جميعا لم يفلحوا...سيصارحها في حنان بالغ انه من الغريب ان تعتاد تناول صباحاتك واستطعام ليلاتك مع شخص ما ثم تصحو لتجد نفسك منساقا الي الحياة بدونه تماما...سيؤكد لها في حنو متصاعد ان حضنها هو الموطن الطبيعي والمثوي الاخير لروحه المتلهفة...سيتفق معها علي ميعاد لهذة الليلة انتظره طويلا وفي المكان الذي شهد طقوس حبهما الأولي وأحلامهما البريئة ومشاعرهما المنطلقة كحصان جامح...
استوعب السيناريوهات واستعد لما سيقوله جيدا وشرب القهوة علي عجل ...أمسك بالهاتف وبحث عن ذلك الرقم المجهول الذي اتصل به منذ قليل...ضغط زر الاتصال...رنين ثم صوت أنثوي علي الجانب الآخر...
صباح الخير يا افندم...تحب تاخد فكرة عن العرض الجديد لكارت الفيزا من البنك التجاري الدولي؟؟؟
نزلت الكلمات كدش بارد جعله ينهي الاتصال بعنف ويلعن جميع الكائنات الزلالية التي تطارده حيثما وحينما لا يتوقعها...يأخذ ما تبقي من قهوته الي حيث مقعده في الشرفة...يلقي بالصور جانبا...يتأمل الشفق...ويواصل الانتظار

الأربعاء، مايو 05، 2010

دولسيكا بالعسلية

امكانيات ومقومات رائعة تسمح بالكثير جدا + قدرات خاصة متفردة تبشر بمستقبل عبقري + كنترول فاشل تماما ( دخلهم يا حسين) ..والناتج هو العبد لله

السبت، مايو 01، 2010

الحقيقة...والأوجه الغائبة

هل تريد قليلاً من البحر؟
إن الجنوبي لا يطمئن إلى اثنين يا سيدي
البحر... والمرأة الكاذبة
سوف آتيك بالرمل منه
وتلاشى به الظل شيئاً فشيئاً
فلم أستبنه

هل تريد قليلاً من الخمر؟
إن الجنوبي يا سيدي يتهيب شيئين:
قنينة الخمر... والآلة الحاسبة
سوف آتيك بالثلج منه
وتلاشى به الظل شيئاً فشيئاً
فلم أستبنه

بعدها لم أجد صاحبي
لم يعد واحد منهما لي بشيء

هل نريد قليلاً من الصبر؟
لا..
فالجنوبي يا سيدي يشتهي أن يكون الذي لم يكنه...
الجنوبي يا سيدي يشتهي أن يلاقي اثنتين:
الحقيقة ...والأوجه الغائبة.