الأحد، أغسطس 21، 2011

غياب الشيء يؤكد وجوده... والعكس

نادرا ما تصل لهذة الدرجة المتقدمة من طاقة العنف الداخلي المكتومة...تحاول أن تمارسها وتتخلص منها في شكل نرفزة سريعة مع عابر لا تعرفه يمر بسيارته في الاتجاه المعاكس أو بائع متجول لا يملك من الأمر شيئا...

تلعن الحضور الثقيل لأشخاص فرضت الحياة وجودهم الجبري في عالمك وتعتبر المساعدة الأكثر نبلا التي قد يقدمونها لك هي أن يتجنبوك وحسب... تعود وتلعن الغياب الأثقل وطأة لآخرون تحبهم وتحتاج إليهم بشدة كي يحموا ظهرك العاري ويشاركوك لحظاتك الأشد قسوة لكنهم لم يكونوا هناك...

يؤدي بك تضاؤل مساحات التواصل الحقيقي الممكنة إلي اللجوء لأنصاف الحلول...والإكتفاء بدردشة سريعة وتربيتة باردة علي كتفك لا تحمل الكثير من الود أوالمعني من شبه أصدقاء أدهشههم وربما أربكهم تقاربك المفاجيء وفضفضتك الصريحة...

تلعن الغائبون الذين عبروا ومضوا في صمت أو من تفصلك عنهم مشاغل وطقوس حياتية بحتة وتتذكر أبيات قرأتها في تدوينة صديق نقلا عن وديع سعادة....

العابرون سريعاً جميلون , لا يتركون ثقل ظل

ربما غباراً قليلاً , سرعان ما يختفى

الأكثر جمالاً بيننا المتخلى عن حضوره

الأكثر جمالاً بيننا : الغائب

أجملنا الذين ليسوا بيننا

الذين غادرونا خفيفين